dimanche 14 novembre 2010

الترخيص لأبرشية بعلبك بإشغال دير مار مارون على ضفاف العاصي وتأهيله 

Mgr Atallah celebrant la messe a Mar Maroun Hermel

Couvent de Mar Maroun Al-Assi Hermel- Liban

Mar Maroun Al-Assi Hermel
مغاور وصوامع تستعيد تاريخ الموارنة عبر السياحة الدينية بين وديان الآثار القديمة لحضارة كتبت تاريخها بدم شهادة تلاميذ مار مارون (350 راهباً)، ووسط هضاب تخفي بين احشائها قصصا وحكايات عن آلام وعذابات ابي الطائفة المارونية مار مارون، يتكىء دير مار مارون على ضفاف نهر العاصي على ارتفاع مئة متر عن الضفة الشرقية للنهر في محاذاة نبع عين الزرقاء لتشرف على منحدر شديد ينتهي في أسفل الوادي يقاوم الزمن لنرى من خلاله عصور القهر والترحيل في حق الموارنة في هذا الشرق استنادا الى مراجع وكتب ‏التاريخ،
 وقد اعتاد الباحثون والمؤرخون لتاريخ الموارنة ان يذكروا الدير في كتبهم الذي يعد بحق مهد المارونية، وتعتبر نشأة الفطرة ‏المارونية متجسدة منذ البداية في المعتقد الخلقيدوني الكاثوليكي والفكر اللاهوتي ‏الإنطاكي.
 ترخيص رسمي
 يحمل الدير الذي ذاق الاضطهادات وأخرج تاريخ مسيحيي الشرق، وخصوصا تاريخ الموارنة، عبق الماضي والتراث المهمل وآثار اضحت أثرا نتيجة الاهمال وعدم الاهتمام بهذا الكنز الديني والتأريخي.
 وهــــو يعود اليوم رسميا الى أبرشية يعلبك –دير الاحمر المارونية عبر المرسوم رقم 4733 الصادر في العدد 38 من الجريدة الرسمية تاريخ 12/8/2010 الذي يعطيه الحق باشغال كامل مساحة العقار رقم 7 البالغة 8423 مترا مربعا من منطقة دير مار مارون العقارية – قضاء الهرمل، والاعتراف به محجة دينية مقدسة ليحكي قصة المارونية ويعيد مجدها الضائع منذ القرن الرابع للميلاد حيث لجأ القديس مارون وتلاميذه الرهبان الشهداء اليه قبل أن ينتقلوا إلى قورش.
فهل سيعود البريق الى الدير الذي تآكلت جدرانه بسبب إهمال صيانتها وترميمها لعقود عدة؟
مغارة وصوامع
يتألف الدير، بالاضافة الى المغارة الطبيعية، من غرف عدة تتدرج على ثلاث طبقات ذات جدران مبنية من الطين تحمل نوافذ وقمريات اي فتحات عمودية ضيقة كان الرماة يستخدمون بعضها للرمي بالقوس، وامتد السكن الى المغاور المحيطة حيث أُنشئت صوامع، فأصبحت المغارة ديرا للصلاة والعبادة لا يمكن الوصول اليه الا من خلال التسلق.
 ورغم الخصائص السياحية التي يتميّز بها العقار الغني بالمياه والخضركونه يقع قرب منابع نهر العاصي، الا أنه لا يزال بعيداً من المشاريع السياحية والتنموية وهو امر غير مقبول في بلد يدرك اهمية السياحة الدينية، نظراً الى ما يحتويه الدير من اجل من كنز اثري ديني وتاريخي.
ولوضع احجار الزاوية لتجديده واعادة ترميمه بعد 1600 سنة على بنائه وتعرضه من جيل الى جيل لمحاولات الهدم والاضمحلال، وضعت ابرشية بعلبك في سلم اولوياتها اســـتعادة الدير قبل اعوام طويلة ضمن الرصيد الأثري الديني الثري. والذي سهل على الابرشية مهمتها الشاقة في اشغال العقار ضمن اطار ديني تاريخي في محاولة ترمي الى تشجيع السياحة الدينية، وإبراز دوره كمهد للمسيحية وتسليط الضوء عليه بغرض مساعدة مسيحيي لبنان على الاستمرار في التمسك بأرضهم مع اخوانهم المسلمين من اجل تثبيت تاريخ المنطقة، لان لا احد يستطيع انكار تاريخها وفي العيش المشترك وتفاعل الثقافات وهذا ما يبني السلام وفق راعي ابرشية بعلبك – دير الاحمر المارونية المطران سمعان عطالله.
واضاف: "ما يهم الابرشية هو العمر التاريخي لهذه المباني الذي يحدد عمقها التراثي الديني والأثري. فتاريخنا ورسالتنا محفوران في جدران الدير، ولا احد يعلم لماذا اصبح فراغاً. وتتضمن خطة الابرشية صيانة الموقع والمحافظة عليه كي تعود الحياة الى المنطقة ونبعد تالياً الفكرة السائدة عند الناس ان بعلبك هي في آخر الدنيا. نحن قرأنا في التاريخ ان سهل البقاع كان اهراءات روما، فلنعمل على مشاريع لاعادة البعد الانساني والبيئي وهي غنية جدا".
ملكية وعقبات وعن ملكية العقار، قال المطران عطالله: "العقار كان في البداية في يد آل دندش ثم انتقل الى اسد الاشقر ووريثه النائب السابق غسان الاشقر من دون معرفة كيفية الانتقال اذا كانت هدية او غير ذلك. ومع مرور الوقت، لم يعرف آل الاشقر كيف يتصرفون بالعقار، فعرضت بقايا الدير على البطريركية ليكون مكاناً دينياً في مقابل سعر باهظ ولم ينجح الامر، وعينت انذاك من آل الاشقر لمتابعة الامر الا ان المساعي باءت بالفشل. وعند تعييني راعي الابرشية، كانت من اولوياتي استعادة الدير ليكون اهلا للبقاء والحضارات على الصعيد المسيحي الواعي وتعليمهم الابعاد الدينية، بعيدا من العصبية، خصوصا ان المحبة بين الجميع هي اساس الديانات". واكد انه "كان ثمة عقبات امام الابرشية واهمها المبالغ الباهظة التي وضعت لتملك العقار من دون اي مساعدة من احد، الا ان يد الله ساعدت من خلال وجود ينابيع المياه داخل العقار فتعود ملكية العقار قانوناً الى الدولة". اضاف: "بعد مناقشة الامر مع المعنيين، انطلقنا في استثمار الابرشية للعقار بالطرق القانونية كأبناء تحت رعاية دولة القانون والمؤسسات بعيداً من اعوام الفوضى"، لافتاً الى اهمية المشروع سياحياً، ومناشداً وزارة الثقافة والمديرية العامة للآثار للتعاون مع الابرشية، على ان يكون لدى الناس حس احترام التاريخ والانسان الذي صنع التاريخ والمحافظة عليه. ويتضمن المشروع الى جانب ترميم الدير انشاء مكان للصلاة وصالة لاستقبال الزائرين وغرف لافراد حماية الدير وتأمين طريق للوصول اليه. والخطوة الميدانية الوحيدة التي قامت بها الابرشية بعد صدور القرار في الجريدة الرسمية، هي ارسال مهندس مساحة لترسيم حدود العقار، علماً ان الدير يحتاج الى مؤرخين ومهندسين يعيدون وجه هذا الموقع الى ما كان عليه، وهي المرحلة الاصعب كونها تتطلب المساعدات التقنية من مديرية الآثار والدعم المالي من كل الجهات.
 annahar 14-11-2010 بعلبك – من وسام اسماعيل