lundi 9 août 2010

نهر العاصي وانماء الهرمل


نهر العاصي وانماء الهرمل
حسن شقراني
Al-Akhbar 16-6-2010
يشترك لبنان وسوريا وتركيا في السلطة على نهر
العاصي، إلّا أنّ البلد الأوّل، حيث المنبع، لا يجد المدخل المناسب لاستغلال طاقته الهائلة. وهذا المدخل يتصل، على الأرجح، بتصحيح العلاقات مع دمشق، وطمأنتها في شأن استغلال هذا المورد الثمين، الذي استحقّ اسمه على مرّ القرون، فمنذ ألفي عام وهو يعاند الجاذبيّة بغزارته، روى زراعات الإمبراطوريّة الرومانيّة وأطعم نصف العالم
500 كيلومتر هي المسافة الكليّة التي يقطعها نهر
العاصي من منبعه في منخفض عين الزرقا، الواقعة بين الهرمل واللبوة، يمضي على الأراضي اللبنانية لمسافة 25 كيلومتراً، ثمّ يقطع 450 كيلومتراً في سوريا، ليلقي حمولته المائية في بلاد أتاتورك.
وعلى الرغم من أهميّة هذا النهر كمورد مائيّ، لم يعمل لبنان على استغلاله، علماً بأنه وقّع وسوريا في عام 1960، اتفاقيّة تحكم عملية تقاسمه واستثماره، ووفقاً لبنودها التي صاغها الخبراء حينها، حصل لبنان على 20% من المياه الإجماليّة التي تمرّ في لبنان سنوياً، والبالغة 400 مليون متر مكعّب بالحدّ الأدنى، وفقاً لما يوضحه رئيس قسم الاقتصاد في جامعة «
AUST»، بسّام همدر.
وبعد 34 عاماً، جرى تعديل بنود هذه الاتفاقية، إلا أنّ حصّة لبنان بقيت عند الخُمس، ولم تُفرض تغييرات ملموسة سوى في ما يتعلّق بحفر الآبار الجديدة على ضفّتي النهر في الأراضي اللبنانيّة: إذ بات الحفر ممنوعاً بعد عام 1994، مع إبقاء الآبار التي حفرها المزارعون في السابق.
منذ ذاك الوقت رُسمت علامات استفهام عديدة حول مدى رغبة حكومة لبنان في الاستفادة من الحصّة المحدّدة في الاتفاقية، ومدى إمكان تطوير مشاريع خاصّة على النهر المثير للجدل، تجعل لبنان مستفيداً من تلك المياه على أصعدة كثيرة، بينها الكهرباء.
فقد أعدّ دار الهندسة في عام 2004، دراسة متكاملة خاصّة بكيفيّة استغلال مياه
العاصي، تقضي بإنشاء سدّ يرتفع 655 متراً لاستغلال خيرات النهر، وعُرضت تلك الدراسة على الوزارة المعنيّة، غير أنّها بقيت من دون أيّ قرار.
ويوضح همدر، أنّ أصحاب القرار استبدلوا مشروع السد الكبير بآخر صغير يرتفع 65 متراً، وهو يؤمّن المياه فقط لمنطقة القاع ورأس بعلبك، وجزء صغير جداً من منطقة الهرمل، علماً بأنّ زراعات مهمّة تتركّز في هذه المنطقة، وهي بحاجة فعلية إلى مصادر للريّ.
وبحسب مصادر مطّلعة فقد واجهت مشروع السدّ الكبير مشكلة كبيرة، فالمعطيات حتّى الآن تشير إلى وجود «قلق سوري» من إمكان أن يتخطّى لبنان حصّته من المياه إذا جرى إنشاء سدّ بهذا الحجم.
ويبدو أنّ الامور لم تُطرح طرحاً شفّافاً بين الطرفين لكي يجري التوافق على إطلاق المشروع ليستفيد لبنان من منافعه الكثيرة. ولهذا يبقى الملفّ عالقاً مع تستّر على تفاصيله، وعلى أسباب تأخّر المباشرة بالمشروع المذكور.
وعلى الصعيد الاستراتيجي يمكن تبرير خوف السوريّين عندما يتعلّق الأمر بمورد كالمياه، وخصوصاً أنّ المؤشّرات السوريّة على هذا الصعيد تعدّ مبعث قلق، ولا سيما بعد قضيّة الخلاف مع تركيا في هذا الإطار. فلمدّة 10 سنوات بقي سوء التفاهم بين أنقرة ودمشق قائماً في شأن تأثّر سوريا بسدّ أتاتورك. ولم تُحلّ هذه العقدة سوى أخيراً.
ومن الصعب جداً أن تترك سوريا نفسها محشورة على صعيد المياه، وخصوصاً مع لبنان، حيث تعدّ مياه نهر
العاصي حاجة أساسيّة ورئيسيّة لها بحسب مطّلعين على هذه المسألة.
وفي المقابل، يتّضح من الأرقام العلميّة المقدّمة أنّ للسدّ منافع قد تبدو خياليّة للبنان. فحين تُرفع المياه لأكثر من 650 متراً فوق سطح البحر، يصبح ممكناً ريّ 7200 هكتار من المساحات الزراعيّة، أي ما يمثّل حوالى 35% من المساحة الإجماليّة البالغة 21 ألف هكتار.
وستكون للمزارعين إفادة إضافيّة إذ ستؤمّن غزارة المياه من على هذا الارتفاع الاستغناء عن محرّكات ضخّ المياه، وتوفّر كلفة المازوت المترتّب على هذه العمليّة.
ووفقاً للتقديرات التي يوردها بسّام همدر، فإنّ السدّ سيؤدّي إلى تبخر 6 آلاف متر مكعب من المياه سنوياً، ما «يخلق جنّة خضار حول النهر على مدار السنة».
أمّا القضيّة الأكثر أهميّة، فهي تتعلّق باستغلال ضغط المياه المتراكمة لتوليد الطاقة الكهربائيّة. إذ إنّه وفقاً لدراسة دار الهندسة نفسها، التي وضعها نزيه طالب، يمكن استخدام 4 توربينات ضخمة لتوليد الطاقة: في المرحلة الأولى تغطّي الطاقة المولّدة كل منطقة البقاع، وفي المراحل المتقدّمة يصبح لبنان مصدّراً للطاقة إلى سوريا وتركيا والأردن، وفقاً لما يوضحه بسام همدر، الذي يشير إلى مشكلة الطاقة، التي يعانيها لبنان منذ أكثر من 30 عاماً، والتي يمكن أن تنتهي بإنشاء السدّ.
وحالة الركود التي تسيطر على مشاريع لبنان الملقاة جانباً في ما يتعلّق بالسدّ، هي نفسها التي تحكم «التفاتة الدولة إلى منطقة
العاصي عموماً» يقول همدر. فعلى ضفاف النهر نشاطات اقتصاديّة عديدة من مقاه ومطاعم. كذلك هناك نشاطات رياضيّة مثل الـ«Rafting» والـ«Canoe Riding»، كما هناك الأعمال المتعلّقة بتربية سمك الترويت، حيث يصل إنتاج المنطقة من هذا السمك إلى 500 طنّ سنوياً، وكلها مهملة على الصعيد الرسمي.
إذاً فقضيّة
العاصي بين لبنان وسوريا عالقة عند طموحات التطوير لدى البلد الأوّل، ومخاوف فقدان الحقوق لدى الثاني، ولهذا السبب لا بدّ من معالجة دقيقة وسريعة لهذه المسألة، وخصوصاً أن للبنان مشاكله الخاصّة في ما يتعلّق بمؤشّرات المياه عموماً.
فبحسب الدراسات التي أعدّها برنامج الأمم المتّحدة للتنمية (
UNDP) تراوح بين 1500 متر مكعّب و2000 متر مكعّب سنوياً الكميّة التي يحتاج إليها الفرد «لكي يعيش حياة صحية ونظيفة ونقيّة». وفي لبنان يتراجع ذلك المعدّل إلى 1460 متراً مكعّباً سنوياً. أي أقل من الحدّ الأدنى للمعدّل العالمي.
وبهدف المقارنة يورد بسام همدر معدّلات مسجّلة في بلدان العالم: 120 ألف متر مكعّب سنوياً في كندا، و27 ألف متر مكعّب في أميركا اللاتينيّة. وفي المقابل يصل المعدّل في الأردن إلى 300 متر مكعب سنوياً، وفي غزّة إلى 57 متراً مكعّباً سنوياً.







الوزير فادي عبود تفقد دير مار مارون الاثري على العاصي


جال الوزير فادي عبود يرافقه النائب اميل رحمة على عدد من المواقع السياحية والاثرية في قرى البقاع الشمالي وكانت له محطات في
بلدات جديدة الفاكهة وراس بعلبك والقاع، وتفقد دير مار مارون عند نبع العاصي حيث كان في استقباله رئيس اتحاد بلديات الهرمل مصطفى طه. واعتبر عبود أن "الوقفة عند مغارة مار مارون تعيدنا الى 1500 سنة من التاريخ، فتاريخ المسيحية المشرقية يبدأ من هنا وسنعمل على تحويل هذه المغارة محجا يؤمه الناس من مختلف الطوائف، ففي هذه المنطقة حياة مشتركة، ولتكريس هذه الحياة نوجه رسالة للسلطات الدينية والزمنية التي امثل". وقال "المطلوب ان تلقى هذه المنطقة اهتماما اكثر لأنها منطقة سياحية"، ودعا الموارنة إلى "زيارة هذه المنطقة لانها المحطة الاولى لدخول الموارنة الى لبنان". وتوقع أن يكون الموسم السياحي هذه السنة "جيدا وواعدا وافضل موسم في تاريخ لبنان، وقد زاد بنسبة 30 في المئة عن الاعوام السابقة، والسياح العرب لم يعودوا يردون على شائعات العدو الصهيوني".


samedi 7 août 2010

احتفال بعيد شهداء رهبان مار مارون في العاصي - الهرمل



Mgr Simon Atallah dignitaire du lieu
entouré de religieuses et de laics devant la grotte de Mar Maroun Hermel
،المطران عطالله:نعمل من اجل استعادة هذا الموقع المقدس

3-8-2010 بعلبك – "النهار

لشهر تموز نكهته الدينية الخاصة لدى ابناء بعلبك – الهرمل من الطائفة المارونية، ففي الحادي والثلاثين من شهر تموز من كل عام تحتفل الكنيسة المارونية بعيد رهبانها الشهداء الثلاثمئة والخمسين تلاميذ القديس مار مارون الذين قتلوا عام 517 على يد بطريرك انطاكيا ساويرا نتيجة تمسكهم بالمعتقد الكاثوليكي وفقا لتعليم المجمع المسكوني الرابع الخلقيدوني عام 451، القائل "إن في المسيح طبيعتين: الهية وانسانية"

ولكي يتذكر ابناء مار مارون على مر الزمن شهادة المسيح وكل انسان مدعو لهذه الشهادة انما بطرق مختلفة "لكي (لا) يطلب من هذا الجيل دم جميع الأنبياء (والرهبان) الذي سفك منذ إنشاء العالم" (لوقا 11 /50) احيت ابرشية بعلبك ودير الاحمر المارونية العيد بقداس احتفالي وملاقاة "ابينا مار مارون" في مغارته على ضفاف نهر العاصي - الهرمل واحياء عيد الرهبان الذين عطّروا اجواء الوادي برائحة قداستهم فغص دير ما مارون المحفور في قلب الجبل على ارتفاع 100 متر بحشد من الاهالي الذين حضروا من مختلف المناطق.

ورأس القداس راعي ابرشية بعلبك ودير الاحمر للموارنة المطران سمعان عطا الله وعاونه لفيف من الكهنة في مقدمهم النائب العام للأبرشية الاب حنا رحمة

وقال عطا الله في عظته: "(...) لا نقف اليوم هنا لنبكي على الاطلال او لنحاكم احدا. نقف هنا لنقول ماتوا هم، اباؤنا الشهداء الثلاث مئة والخمسون، لنحيا نحن. لهذا السبب نعمل على استعادة هذا الموقع المقدس ونضع فيه حياة هذا المقام الذي رفعوه قديسا على اسم ابيهم الروحي مارون الملهم وماتوا هم فيما كانوا في الطريق لتقويم عملهم في نشر ايمان خلقيدونية مع اخوة لهم في الايمان عينه، هذا الدير المقدس يخصنا روحيا. انه جزء لا يتجزأ من تراثنا ومن هويتنا والتاريخ من ذاتنا من نفسنا والنفس هنا كل شيء انها الشخص انها الانسان المائت والانسان الممجد في آن ولكي يكون لنا انسان ممجد يجب ان يكون عندنا انسان مائت وهذا الانسان المائت هو هذا الموقع الجغرافي التاريخي المميز بالنسبة الينا نحن الموارنة

خسارته هي خسارة شيء مهم من ذاتنا وماذا يفيدنا عندئذ اذا ما ربحنا العالم كله وخسرنا هذه النفس؟ اذا ضحينا بموقع نضحي رويدا رويدا بكل المواقع اي نضحي بهويتنا برسالتنا والشهادة. ماذا يبقى لنا عندئذ؟ ماذا ينفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟ (متى 26,16) وتخلينا نحن عن هذا الموقع نقترف جريمة ضد آبائنا الشهداء القديسين وضد ابناء جيلنا ابناء هذا الزمن وابناء الزمن الآتي ابناء هذه المنطقة الى اي قناعة ايمانية انتموا. جميعهم هم احباء على قلب يسوع وقد مات عنهم ايضا وهم اخواننا الساكنون على هذه الارض التي هجرناها وتركنا وراءنا ذخائرنا وتضحيات الآباء اذ كل حبة تراب من ترابها اصبحت ذخيرة مقدسة لنا. نريد العودة الى هذه الارض ارضنا لنبرهن اننا ابناء الله،

"ابناء المحبة التي تشفي كل مريض وتفتديه وتعيد اليه العافية والصلاح فيرتاح فينا الضمير

كتبت رامي بليبل - البقاع الشمالي ــ- في عيد مار مارون الفائت ما يلي

الاخبار- عدد الجمعة ١٢ شباط ٢٠١٠

في آب الماضي، اعتقد أهالي الهرمل بأنّ مغارة مار مارون ستحظى وأخيراً باهتمام رسمي. فالموقع الأثري شهد القداس التأبيني «لشهداء مار مارون» الذي أقيم للمرة الأولى على أرضه وكان بمثابة بارقة أمل لهم، إذ رأوا فيه الخطوة الأولى في مسيرة الاعتراف بالدير كمحجّة دينية مقدسة. ولكن، حالما انتهى الاحتفال وغادر المؤمنون والحجاج حتى عاد الدير ومغاوره إلى النسيان. ويخشى أهالي الهرمل أن يطول النسيان كثيراً الآن بعدما اعترفت البطريركية المارونية ببلدة براد السورية مدفناً لمار مارون. ويذكر الأهالي أنّ الهرمل لم يحظَ يوماً باهتمام المرجعيّات الدينية به رغم أنه يحتضن مغارة «مار مارون» وديره الذين تؤكّد المراجع التاريخية أنهما استُعملا من جانب نسّاك ورهبان.

. ففي القرون الوسطى عُرفت المغارة بـ«مغارة الراهب»، التي أُطلقت عليها في الفترات اللاحقة تسمية «مغارة مار مارون». وترتفع المغارة حوالى مئة متر عن الضفة الشرقية لنهر العاصي، وهي بمحاذاة نبع عين الزرقاء، وتشرف على منحدر شديد ينتهي في أسفل الوادي. أضيفت إلى المغارة، التي يحصّنها موقعها الطبيعي، عدة غرف تتدرّج على ثلاث طبقات ذات جدران مبنيّة من الطين، ولها نوافذ وقماريات، أيّ فتحات عمودية ضيقة، بعضها كان الرماة يستخدمونه للرمي بالقوس. وامتد السكن إلى المغاور المحيطة بهذه، حيث أُنشئت صوامع فأصبحت المغارة ديراً للصلاة والعبادة.

وبحسب الروايات المحلية، فقد لجأ القديس مارون إلى هذه المغارة في القرن الرابع للميلاد مع بعض الرهبان المسيحيين، وجعلها ديراً له قبل أن ينتقل إلى قورش. ولكنّ المؤرخين يرفضون هذه النظرية، مؤكّدين أن الراهب مارون عاش فقط في قورش.
تزور الوفود الرسمية والسياحية هذا الدير للتمتع بجمال العمارة فيه من جهة، ولإضاءة شموع الأمنيات من جهة أخرى، لكنّ هذه الزيارات تبقى خجولة بعض الشيء، ويغلب عليها الطابع الشعبي. يقول علي الساحلي (صاحب مقهى على العاصي): «يكاد يكون الدير مهجوراً لولا بعض السيّاح الذين يقصدون المقاهي على العاصي فيعرّجون لزيارته من بعيد، وهو يفتقد أبسط الخدمات، وأهمها حمايته من العبث بجدرانه التي تتعرض للتخريب، فيعمد البعض إلى طليها بالدهان تارةً، وبالحفر تارةُ أخرى».
الاخبار- عدد الجمعة ١٢ شباط ٢٠١٠
La Commission “ Inma’a el manatek” avait appele ses membres a participer a la Messe au Couvent des disciples de Mar Maroun sur l’Oronte suivie d’un diner renconre avec les Soeurs de Notre Dame du Bon service a Jabboule.

La Commission est toute concernee par le renouveau de ce couvent et suit cette affaire de tres pres







Homélie de S.E. Monseigneur Semaan Atallah le 1 Août 2010 à la Messe célébrée au Couvent des disciples de Mar Maroun au Hermel (sur l’Oronte)


 لا نقف اليوم هنا لنبكي على الأطلال او لنحاكم احداً. نقف هنا لنقول : ماتوا هم، اباؤنا الشهداء الثلاث مئة والخمسون، لنحيا نحن ! لهذا السبب نعمل على استعادة هذا الموقع المقدّس ونضع فيه حياة، هذا المقام، الذي رفعوه قديما على اسم أبيهم الروحي، مارون الملهم، وماتوا هم فيما كانوا على الطريق لتقويم عملهم في نشر إيمان خلقيدونية مع إخوة لهم في الإيمان عينه. هذا الدير المقدس يخصّنا روحيا ّ إنه جزءُ لا يتجزّأ من تراثنا ومن هويتنا والتاريخ، من ذاتنا، من نفسنا. و "النفس" هنا هي كل شيء، إنها الشخص، إنها الإنسان المائت والإنسان الممجّد، في آن. ولكي يكون لنا إنسان ممجّد، يجب ان يكون عندنا إنسان مائت. هذا الإنسان المائت هو هذا الموقع الجغرافي التاريخي، المميّز بالنسبة إلينا نحن الموارنة. خسارته هي خسارة شيء هام من ذاتنا، من نفسنا. وماذا يفيدنا عندئذ إذا ما ربحنا العالم كله وخسرنا هذه النفس ؟
 إذا ضحّينا بموقع، نضحّي رويداً رويداً بكل المواقع، اي نضحي بهويتنا، برسالتنا والشهادة. ماذا يبقى لنا عندئذٍ ؟ مصيرنا، يكون الزوال، ومحاسبتنا تكون كبيرة. فيا أبناء مارون، ماذا فعلتم برسالتكم، بهويتكم، بنفسكم، ماذا فعلتم وتفعلون بمعموديتكم؟ معموديتكم، ليست لكم، إنها للآخرين. ألم يقل المسيح ؟ إني اقدّس ذاتي لإجلهم (يو 17) ؟
 إذا تخلينا نحن عن هذا الموقع، نقترف جريمة ضدّ آبائنا الشهداء القدّيسين، وضدّ ابناء جيلنا، أبناء هذا الزمن وأبناء الزمن الآتي، أبناء هذا المنطقة، الى أي قناعة إيمانية انتموا. جميعهم هم أحباء على قلب يسوع، وقد مات عنهم هم أيضاً، وأعزاء على أفئدتنا نحن، وهم إخوة لنا، إذ كلنا أبناء الله الواحد. إذا كنا ندّعي إننا نحب الله، ولا نحبهم، هم اخوتنا، السّاكنون على هذه الأرض، التي هجرناها وتركنا وراءنا ذخارنا وتضحيات الآباء، إذ كل حبة تراب من ترابها اصبحت ذخيرة مقدّسة لنا، نكون كذبة (1 يو). لا، نحن لسنا كذبة ! نريد ان نعود الى هذه الأرض، أرضنا، لنبرهن أننا ابناء الله، أبناء المحبة، التي تشفي كل مريض وتفتديه وتعيد اله العافية والصلاح، فيرتاح فينا الضمير.
بارك الله نوايا جميعنا وحقق الآمال والمواعيد، وتحوّلت الى عهدٍ راسخ لا يزول، ببركة الله القدوس ونعمة الإبن الوحيد وقوة الروح المحيي، الإله الواحد، له المجد، وبشفاعة آبائنا الشهداء الثلاثمئة والخمسين، عليهم أشرف السلام. آمين
عيد الشهداء الثلاث مئة والخمسين شهيدا 2010
† سمعان
راعي ابرشية بعلبك – دير الأحمر
تحية لوفد الرابطة المارونية
ET49-Deir Mar Maroun