dimanche 8 avril 2012

خبير الآثار العالمي ميتان سوزن: «تراث طرابلس تحت الخطر»


خبير الآثار العالمي ميتان سوزن: «تراث طرابلس تحت الخطر»
السفير : غسان ريفي - 07/04/2012
أزقة طرابلس القديمة وآثارها مهددة بالاندثار
فوجئ خبير الآثار العالمي البروفسور التركي ميتان سوزن (80 عاما) بحجم الاعتداءات التي تتعرض لها آثار طرابلس، معلنا أن تراث المدينة بكامله تحت الخطر، داعيا إلى تضافر الجهود المحلية والدولية من أجل إنقاذه بشكل تدريجي وعلمي، يبدأ بتوعية المواطنين على أهمية الكنوز التي يعيشون فيها ويستخدمونها في تفاصيل حياتهم اليومية، مشدداً على أن طرابلس لا تزال متحفا حيا يشكل عامل جذب لكل الباحثين في التاريخ وفي الحضارات.

البروفسور سوزن جال برفقة رئيس «لجنة الآثار والتراث» الدكتور خالد تدمري في أسواق طرابلس الأثرية والمدينة القديمة. وعاين مئات المعالم مما تركه أجداده من الحقبة العثمانية. واطلع على الآثار المملوكية التي تشتهر بها العاصمة الثانية، وتلك الصليبية المتبقية، وذلك خلال مرافقته وفد بلدية غازي عنتاب التي وقعت توأمة مع بلدية طرابلس. لكن ما شاهده سوزن من اعتداءات لم يفقده الأمل في إمكانية الانقاذ، حيث يجد أن الأمور لا تزال تحت السيطرة، وأن ما تقوم به البلدية من عقد اتفاقات توأمة مع المدن التركية ذات الطابع الأثري يشكل خطوة أولى على صعيد الاهتمام بتلك الآثار وترميمها، والحفاظ على النسيج العمراني الذي يربطها ببعضها البعض ومن ثم النهوض بالمدينة الأثرية وخلق عوامل الجذب التي تجعلها قبلة أنظار السيّاح.

ويقول البروفسور سوزن في دردشة مع «السفير»: «إن مدينة طرابلس تعتبر ثروة كبيرة وهي فعلا «متحف حي»، لكنها بحاجة إلى مشروع ضخم لاحيائها كمدينة أثرية والنهوض بها، وأعتقد أن بلدية طرابلس قد خطت خطوتها الأولى، من خلال الانفتاح على تركيا وإقامة علاقات توأمة مع مدن تركية تشابهها من الناحية التراثية والأثرية». ويرى سوزن أن «إنقاذ المدينة القديمة يحمل خطوتين، الأولى تقع في المحيط الكثيف الذي يشكل وسط المدينة القريب من بلدية طرابلس ويتمثل بساحة التل من ناحية إعطاء الأبنية القائمة الأهمية الكاملة وتخصيصها بوظائف جديدة ما سيبعث الحياة فيها». والخطوة الثانية هي «قلب المدينة القديمة، لا سيما الأسواق التي يجب العمل على توعية المواطنين فيها على أهمية مدينتهم وتحفيزهم على حمايتها وخلق مصادر جديدة لتشكيل عامل جذب فيها».

ويضيف: «يبدأ الحفاظ على المدينة القديمة عندما يصبح أهلها وسكانها يعون أهمية الحفاظ عليها، ولا شك في أن إحياء الأسواق الداخلية سينعكس إيجابا على السكان الذين سيربون أولادهم على حماية المدينة وتراثها، لكن المشكلة القائمة اليوم وهي تتقاطع مع تركيا، لجهة ملكية هذه الأبنية وهي في معظمها خاصة، وما رأيته أنه يصار إلى ترميم بعض المواقع الأثرية، وإنما بشكل منفرد، وأن أي عملية إحياء لهذه المواقع تحتاج الى الاهتمام بالنسيج العمراني الذي يصلها ببعضها البعض». ولفت إلى أنه «حتى نستطيع أن نتخطى إشكالية الملكية الخاصة، نفذنا في تركيا وخصوصا في قرية سفران بولو التي وضعت على لائحة التراث العالمي بالتعاون مع الأهالي، حيث اتفقنا أن الداخل لهم والخارج لنا، وقامت البلدية بتأهيل كل واجهات أبنية القرية الخارجية إضافة إلى تأهيل البنية التحتية والطرق، وبالتالي عندما انعكست تلك الجمالية على الناس تركت عندهم شعورا بضرورة الحفاظ على داخل منازلهم».

ورأى سوزن أن «أمام بلدية طرابلس فرصة كبيرة للحفاظ على الآثار خصوصا بعد اتفاقي التوأمة اللذين عقدا بين طرابلس وبلديتين متقدمتين في الحفاظ على الآثار، هما غازي عنتاب وبورصة. وهما بلديتان كبيرتان، ولديهما فريق عمل متكامل ووحدات خاصة للحفاظ على المدن القديمة، وما أراه أن تقوم الوحدات أو المصالح العائدة لبلدية طرابلس بالتعاون مع تلك الوحدات في البلديات التركية لوضع آلية لتنظيم ساحات المدينة القديمة والأزقة والأحياء بشكل تدريجي يمكن أن ننجز مشروعا متكاملا، قادرا على تغيير وجه المدينة»، لافتاً إلى سعي تركيا لجعل «كل الجمعيات والمؤسسات التي تعنى بالحفاظ على التراث، كي تدعم هكذا مشاريع رغبة منا في إظهار التراث الطرابلسي للعالم ولكي نعرف به شعب لبنان وشعب تركيا».

وحول الاعتداءات على آثار طرابلس، يقول البروفسور سوزن: «أجزم أن آثار وتراث طرابلس هما اليوم تحت الخطر، وقد لاحظت وعاينت الأمر. وأعتقد أن الحل سيكمن في ثلاث خطوات: الأولى هي توثيق تلك الآثار بشكل علمي، وإعداد معرض متكامل عن كل تلك الآثار في تركيا للفت النظر إلى أهمية الميراث الموجود في المدينة، سواء كان ميراثا مملوكيا أو عثمانيا». والثانية «الضغط من خلال المؤسسات الحكومية والوزارات المعنية والسفارات لوضع التراث تحت المجهر والعمل على ترميمه من خلال مشروع متكامل». أما الثالثة فـ «اللجوء إلى متمولين محليين يمكن أن يدعموا خطوات حماية آثار المدينة. وفي هذا الاطار ومن خلال عقود التوأمة التي تجري بين طرابلس والمدن التركية يمكن أن نحصل على دعم من حكومتنا لانقاذ التراث الطرابلسي، لأنه لا يجوز أن تترك الأمور هكذا. وبرأيي يجب العمل على إنقاذ آثار طرابلس ويجب أن يبدأ ذلك العمل من لبنان وتحديدا من مدينة طرابلس».



JTK = Envoyé de mon iPad.

Aucun commentaire: