jeudi 18 juin 2009

المسيحيون يقترعون
والمسلمون يصوّتون

"النموذج التعددي المسيحي الباهر" كان عنواناً بارزاً في مقالة "لبنانان انتخابيان" (قضايا النهار 10 حزيران 2009). فقد ابدى جهاد الزين اعجاباً بالناخب المسيحي وبحيوته الفكرية والثقافية والايديولوجية. كما انه وجّه نقداً قوياً الى الناخب المسلم، شيعياً كان او سنياً او درزياً، ولم يوفر حتى النخبة المثقفة او البورجوازية او الارستقراطية في هذه المذاهب الاسلامية. وقد صوّب سهامه الى الاحادية الكاسحة عند هذه المذاهب. (...).
وليس اسهل من اثبات هذه الحالة الاجتماعية. انها مسألة حسابية تخضع لارقام لا لبس فيها ولا التباس. فاذا اخذنا الدوائر المسيحية الصافية تبيّن لنا ان الفارق بين آخر الفائزين واول الخاسرين هو نسبة ضئيلة تشير الى التنافس المشروع: مثلاً في كسروان فان الفارق بين آخر الفائزين واول الخاسرين هو 1333 صوتاً. وفي البترون 3274 صوتاً. وفي الكورة 1461 صوتاً. وفي زغرتا 922 صوتاً واذا كان الفارق كبيراً في قضاء بشري بين القوات اللبنانية ومنافسيها فذلك يعود الى ان هذا القضاء قد حسم خياراته نهائياً لصالح القوات اللبنانية.
اما في الجانب الاسلامي السني فيبدو المشهد خارج الوصف وخارج المألوف في التنافس الانتخابي: الفارق في عكار بين آخر الفائزين واول الخاسرين 28838 صوتاً. وفي المنية – الضنية: 20023 صوتاً. وفي طرابلس 12675 صوتاً. وفي صيدا 9529 صوتاً. اما بيروت الثالثة فالفارق يذهب الى 54251 صوتاً. اما الاسلام الشيعي فان الاكتساح هو كامل وشامل: فالفارق بين آخر الفائزين واول الخاسرين يدعو الى الذهول: بعلبك - الهرمل 87697 صوتاً. صور:63888 صوتاً. وهكذا في النبطية!
هذا ليس باقتراع، هذا تصويت. انه اكثر من استفتاء. هذا السلوك هو دغدغة عواطف الجماهير وهي غير مشروعة في الديموقراطيات الكبرى.(...).
خلاصة البحث تدعو الى الهدؤ والتأمل والحكمة والتعقل. فليس صدفة القول ان لبنان هو اكثر من وطن، انه رسالة. فاذا احسن اللبنانيون قبول النظام الديموقراطي وممارسته الفعلية فانهم يستطيعون ايضاً المحافظة على تنوعهم وثقافاتهم المتعددة وعلى اديانهم ومذاهبهم. فالمهم وجود الارادة للبحث عن جامع مشترك بعد التوكيد على حتمية العيش معاً في احترام دائم ومتبادل.
(أجزاء من مقالة أطول annahar 18-6-2009) بقلم انطوان الرهبان

طبيب جراح

Aucun commentaire: