تعزيز البحوث الأكاديمية في مركز الشرق المسيحي في اليسوعية أبو جودة: مهمته التنقيب عن التراث وإبراز مضمونه الغني
يطرح مركز الشرق المسيحي للبحوث والمنشورات التابع لكلية العلوم الدينية في جامعة القديس يوسف في مؤتمره الدولي عن "خطاب الجماعات المسيحية في الشرق الأوسط في زمن الأزمات" اسئلة رئيسية أضحت فاضحة في أعقاب الربيع العربي، وهي حال الإرتباك والتضارب الملحوظ في الخطاب المسيحي.
يرعى رئيس الجمهورية ميشال سليمان إفتتاح هذا المؤتمر الساعة 4،30 بعد ظهر الخميس 24المقبل ويستمر إلى السبت 26 الجاري وذلك في قاعة فرنسوا باسيل في حرم الإبتكار والرياضة في طريق الشام بمشاركة خبراء وأكاديميين ورجال دين محليين ودوليين، وفي مقدمتهم رئيس الجامعة الأب سليم دكاش اليسوعي، ورئيس إدارة شؤون الأديان في وزارة الخارجية الفرنسية الدكتور جوزف مايلا والمفكر الفرنسي الدكتور أوليفيه روا ورئيس المعهد الملكي للدراسات الدينية في الأردن الدكتور كامل أبو جابر ممثلاً الأمير الحسن بن طلال ورئيس أساقفة حلب للكلدان المطران أنطوان أودو وراعي أبرشية بيروت للموارنة المطران بولس مطر، مدير مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية الدكتور عبد الله بو حبيب وغيرهم.
"التحديات الراهنة"
للمناسبة ، تحدث مدير المركز الأب صلاح أبو جودة لـ"النهار" عن أهمية المؤتمر الذي يأتي في "إطار مشروع أطلقناه رسمياً في نيسان من العام الماضي في ندوة عقدت في الجامعة". وإعتبر أن "فكرته أتت من ملاحظتنا وجود إرتباك وتناقض في خطاب المرجعيّات المسيحية الثقافية والدينية والسياسية في أثناء حدث الربيع العربي وفي أعقابه. وقال: "كانت الفكرة في أن ننكب على تحليل هذا الخطاب لنتبين خلفياته وعناصره ونتائجه، وبالتالي نساهم في توضيح مسألة ستساعد المسيحيين بلا شك في اعتماد خطاب منسجم مع غايتهم في العيش معاً مع مواطنيهم".
بكلمتين، رأى أبو جودة أن "هذا المؤتمر يمثل محطة مهمة في البحث، لأنه سيسمح لعدد من أصحاب التخصص في أن يعطوا رأيهم بهذه الظاهرة تبعًا لمحاور محددة مقررة مسبقاً: تاريخي، وديني وسياسي وثقافي، إضافة إلى محور "التحديات الراهنة" والمقصود بها أوضاع دول الربيع العربي".
ولفت إلى أنه" سيكون في المرحلة التالية التي ستشهد أيضًا بحوثاً ميدانية وتوثيق معلومات، ومن ثم عملاً تحليلياً. وبالطبع، سيكون في نهاية البحث الذي أتوقع أن يكون بعد سنتَين، ندوة تعرض فيها النتائج".
وحدد أبو جودة مهمات المركز الذي "أبصر النور" في كانون الثاني 2012 في أنه يتطلع إلى "التنقيب" في تراث الجماعات المسيحية وإبراز مضمونه الغني للرأي العام". أشار إلى "أن هذا المركز يدخل في إطار عمل مراكز البحوث في الجامعة الموزعة على مجمل كلياتها والتي تعمل دائماً على تطوير نفسها والحفاظ على مستوى علمي رفيع معترف به دولياً".
لكن أبو جودة، يعتبر أن "هذا المركز هو محاولة للحفاظ على العراقة والريادة اللتين طبعتا دور المسيحيين في الشرق لأن المركز تأسس بهدف مساعدة مسيحييي الشرق على فهم أنفسهم وفهم تراثهم ومحيطهم لكي يساهموا مع مواطنيهم في شكل أفضل في خدمة بلدانهم وتسيير شؤونها".
والأهم بالنسبة إليه، "التمسك بمبدأ المشاركة الفاعلة مع الآخرين، وتعزيز روح التضامن وحس المسؤولية المشترك بإزاء متطلبات التقدّم والخير العام".
على صعيد آخر، إنتقد لجوء البعض إلى إستخدام مصطلح الأقليات عند الإشارة إلى مسيحيي الشرق، معتبراً أن "مقاربتنا للجماعات الدينية، مسيحية كانت أو غير مسيحية، لا تتم انطلاقًا من حسابات عددية". وقال: "ينطوي التصنيف على تقسيم مجتمعي غير سليم لأنه لا يقوم على أساس أولوية الولاء للوطن وتفضيل الخير العام، بل أولوية الانتماء الديني".
وعما إذا كان المركز سيغطي في المستقبل بحوثاً تقارب مواضيع إنسانية ودينية وحياتية خاصة بالجماعات المسيحية، قال: "إن الغاية من تأسيس المركز هي مساعدة مسيحيي الشرق على فهم أنفسهم وفهم تراثهم ومحيطهم، وتفترض في الوقت عينه مقاربة متعددة التخصصات، ومتعددة المواضيع". ويقول ببساطة: "نفكر في الوقت الحالي بعدد من المشاريع تشمل هذه النواحي ، ولكن الوقت لا يزال باكراً لعرضها".
لكنه شدد على أن تطور عملية البحوث تتخذ وجهة الاستفادة من المنهجيات والبحوث والدراسات التي جرت في الجامعات ومراكز البحوث الأخرى في لبنان والشرق والعالم عن الموضوع أو ما يشبهه أو يتصل بجانب من جوانبه المتعددة وصولاً إلى ايجاد خطة عمل متكاملة تجمع المقاربات المختلفة الضروريّة لإجراء البحث".
ختاماً، أكد أبو جودة أن كيفية مقاربة موضوع تدريب الكوادر الجامعية لا ينحصر بكلية محددة بل يشمل الجامعة كلها. وبالنسبة إليه، إن كل طالب مؤهل بالتالي لكي يكون باحثًا وينمو في هذا المضمار، مشيراً إلى أنه "من الثابت أن متخرجين يبرعون في البحوث التي تسند إليهم في وظائفهم، أكان ذلك في لبنان أو في خارجه".
Envoyé de mon iPad jtk
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire