تعمل بلدية عين ابل، في قضاء بنت جبيل، جاهدة للبحث عن المكان المناسب لاقامة مجسّم خاص داخل البلدة تعرض فيه منحوتتها الأثرية، التي استطاعت البلدية استعادتها من متحف اللوفر في باريس، بعد أن عمد المؤرّخ الفرنسي "أرنست رينان" الى انتزاعها من أحد الأماكن الأثرية في البلدة بالعام 1860، بحسب رئيس البلدية فاروق بركات دياب، أثناء قيامه بجولة الى عين ابل ذلك العام للبحث في آثارها.
ويكشف دياب أن "رينان عثر حينها على صخرة كبيرة تعود الى العصر الروماني منحوت عليها الالهين (أبوبلون) المعروف بـ(البعل) و(ديانا) أرتميست) المعروفة بـ(ديانا مع سهمين وثورين تتوسطهما شجرة نخيل) فعمد الى قصّ الصخرة المنحوتة ونقلها معه الى باريس". وأوضح دياب أن "أحد أبناء بلدة عين ابل اكتشف حقيقة فقدان الصخرة بعد أن قرأ في كتاب للمؤرخ رينان تحدث فيه عن قصة الصخرة الأثرية، عندها بدأت البلدية عملية البحث عنها بالاستعانة بأحد أبناء البلدة ويدعى يوسف خريش الذي يعمل بالمركز الكاثوليكي للاعلام، والذي استعان بدوره بابن عمه يوسف خليل خريش الموجود في فرنسا: "بعد أن تبيّن لنا وجود الصخرة في متحف اللوفر في باريس، رحنا نوثّق الأدلّة التي تثبت ملكية الصخرة لعين ابل، واستمرت المفاوضات ابتداءّ من العام 2003 مع ادارة المتحف الى أن أقرّ المعنيون هناك بمشروعية ادعاء بلدية عين ابل بملكية المنحوتة الرومانية، لكنها بينت أن القانون الفرنسي لا يسمح باسترداد أي قطعة أثرية مضى على وجودها في فرنسا أكثر من 70 عاماً، لذلك قرّرت الادارة نحت مجسّم شبيه (طبق الأصل) عن الصخرة المسروقة، وارسالها لنا".
وقد تسلّم رئيس البلدية اللوحة الصخرية عبر ماري كلودين بيطار من مؤسسة "بروموريون" في 24 – 10- 2011 أي بعد أكثر من 151 سنة من سرقة اللوحة الأصلية، وبعد نحو 9 سنوات من المفاوضات مع متحف اللوفر.
يذكر أن الصخرة المسروقة كانت في محلّة الدوير في عين ابل، وهي منطقة أثرية، منهوبة في مراحل عدة، منذ حكم الجزّار أيام العثمانيين الى الاحتلال الاسرائيلي. وقد عمدت البلدية الى ايداع اللوحة في قاعة البلدية تمهيداً لنقلها الى مكان لائق في البلدة بعد الاستعانة بمهندسين متخصصين، بحسب ذياب.
اللاّفت أن منطقة بنت جبيل غنية بالآثارت القديمة جداً، التي يعود بعضها الى أيام الكنعانيين وقد تعرّضت المنطقة أثناء الاحتلال الاسرائيلي إلى عمليات سرقة منظمة، منها من قبل العدو الاسرائيلي، وبعضها يأياد لبنانية عندما نبشت الكثير من الأماكن في قرى وبلدات متعددة وعثر أثنائها على كميات كبيرة من النووايس والتحف الأثرية، وبعضها من الذهب الخالص، بحسب العديد من أبناء المنطقة، وقد تم بيعها الى جهات مجهولة. وقد عبّر ابناء عين ابل عن سعادتهم بانجاز البلدية هذا "الذي يعتبر انجازاً تاريخياً يحتذى به من قبل جميع البلديات لاستعادة آثارها المسروقة".
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire